الثروة تضيع في

نشر بتاريخ 27 نوفمبر 2014 23:00:11

تيرابريس - حماد اوبـاري

   يعد مشاهدتنا للمنسوب المائي المار أمام أعيننا كلما حملت أودية امغى عموما ومنطقة املعب خصوصا ،حدث  مفرح، يحي روح الأمل، فخلال هذه الأيام ابتسمت لنا السماء رغم فداحة الخسائر في مناطق أخرى،  تلك القطرات روت الأرض بعد احتضارها و أنعش الساكنة نفسيا، بعدما تغلغل اليائس إلى النفوس ، لكن في الواقع  المقابل يؤسفني اشد الأسف أن نقف جماهير ذكورا و إناثا  شيبا وشبابا مصطفين  نستقبل تلك المليارات المكعبة من المياه تضيع وتذهب إلى حيث ادري حيث خيراتنا يستفيد منها غيرنا  والهكتارات من أشجار النخيل والزيتون  تجف تصارع الموت في الضفة الأخرى تنادي بصمت " أيتها المياه الغدرة  الآتية من جبال المقاومة "صاغرو" أصل هذه الساكنة الحرة  أغيثنى فالناس قطعوا عنى مياهك كلما أتيت."

 خطاب يحمل كل رموز الشفقة و الذل والهوان ورسالة لمن يهمه الامر أولا لمن تقلد أمانة تسيير مؤسسة عمومية كانت اوشبه عمومية من مجلس جماعي ، التعاونية ، جمعيات مهتمة ...  .

   فمطلب إنشاء السدود التحويلية على الأقل  إستراتيجية طموحة تهدف إلى احتواء آثار التغيرات المناخية بتسهيل تزويد المنطقة بالماء والإسهام في الاستقرار السكاني و إنتاجه النباتي و الفلاحي لاسيما في ظل وجود ظاهرة الجفاف التي تحولت منذ ثمانينات القرن الماضي إلى إشكالية هيكلية تهدد بترحيل الساكنة و اندثار الإرث الفلاحي المعروف بمنطقة امغىالفلاحية ، فمن منا لا يسمع أو يعرف “مجهول تيدوين" او " بوفقوس ” أو مشماش ،كرموس عين الحجلة ... باملعب ونفس الشىءيقال عن تروك و اكلى  وفرفراته التي تعج بالاسماك انداك   .

   إن الغرض الأول و الأساسي من بناء تلك السدود عمومًا هو الاحتفاظ بالمياه، تغذية الفرشات المائية، و الارتقاء بمستوى الموارد المائية من خلال ارتفاع منسوب المياه الجوفية و تعبئة المياه السطحية ، و كذا الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي أصبحت مهددة بفعل التحديات الناجمة عن الجفاف المتكرر.

  إن المتتبع للحالة الجوية بمنطقة الجنوب الشرقي عموما، و منطقة امغى  خصوصا سيلاحظ أن كمية من الأمطار المتساقطة، السيول الجارفة و الوديان الفائضة أي أطنان من الماء،"اسيف – املعب، اكروز، غريس ... - تضيع مجانا دون ان تفكر الجهات المعنية بالتفكير في انجاز سدود تحويلية على الأقل  انطلاقا من تينجداد مرورا  بإكلي  وصولا إلى ملاعب و توروك ... علما أن منطقة تافيلالت تستفيد أصلا من مياه سد الحسن الداخل بالرشيدية مباشرة.

مما لاشك فيه أن مياه الفيضانات  ، إن تم تخزينها و حصر فيضاناته، كفيلة بتعبئة موارد مائية بمنطقة امغى  بأكمله و ستضمن استعمالا بعيد المدى  للمياه الجوفية التي بدأت الساكنة تشكو من ندرتها و ستنعش القطاع  الفلاحي الذي بدأ يحتضر و يتراجع موسم بعد موسم  .

                                                      

 

تعليقات (0)

أضف تعليقـك

Reload Image
أدخل الرمز*: